الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة 4 ملاحظات عابرة على هامش الدورة الأولى لأيام قرطاج للفن المعاصر

نشر في  24 سبتمبر 2018  (14:03)

لئن مثلت الدورة الاولى لايام قرطاج للفن المعاصر فرصة هامة لعرض ابداعات الفنانين التشكيليين التونسيين الذين ضلوا طيلة عقود يطالبون بتأسيس ايام تعنى بالفن التشكيلي أسوة بالمسرح وبالسنيما، ولئن تمكن خلال هذه التظاهرة مئات -أو ربما آلاف- الزوار من التمتع بالانتاجات الفنية لعديد الرسامين على غرار نجا المهداوي والهادي التركي ورفيق الكامل ولمين ساسي وحمادي بن سعد والحبيب بيدة والزين الحرباوي وحسين مصدق وشهلة سومر وماجد زليلة واسماعيل بن فرج ومنجي معتوق وفوزية الهيشري ونجاة الذهبي والصحبي الشتيوي وبوجمعة بلعيفة وغيرهم كثيرون، فإنه يمكن ابداء بعض الملاحظات النقدية بشأن هذه الدورة التأسيسية:

-لم يكن لـ"سوق الفن" أن تتصدر التظاهرة، فقد احتل جناح "سوق الفن" الذي يتضمن قرابة 20 رواق فني البهو الرئيسي لمدينة الثقافة. على أهمية هذه السوق التي يمكن أن تخلق حيوية تجارية في مجال الفن التشكيلي، وتسمح للعارضين بالتواصل مع الراغبين في اقتناء لوحات أو منحوتات فنية، وعلى أهمية الدور الذي تلعبه الاروقة الخاصة كفضاءات مستقلة في المشهد التشكيلي بتونس في ظلّ افتقار البلاد لمتاحف الفن المعاصر على المستوى المركزي والجهوي، فإنه كان بالامكان تخصيص البهو الرئيسي لمدينة الثقافة لعرض مئات اللوحات والصور الفوتوغرافية والمنحوتات والتنصيبات بعد تلقي الأعمال من مبدعيها تماما مثل لجان ايام قرطاج السينمائية أو نماذج أعمال مثل ما يحصل مع ايام قرطاج المسرحية. كان بالامكان ان يكون البهو الرئيسي حاضنا لهذه الأعمال بينما يحتضن الطابق السفلي سوق الفن حتى لا يطغى الجانب التجاري على تظاهرة عمومية.

- أما بشأن جناحي "اتحاد الفنانين التشكيليين" و"الرابطة التونسية للفنون التشكيلية" اللذان ينخرط فيها قرابة 1300 فنان تشكيلي تونسي، فكان بامكان الفضاء الذي منح لهما ان يكون أكبر من ناحية المساحة وذلك حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن من الفنانين من عرض أعمالهم للجمهور. لم يعكس الجناحان على شكلهما الحالي الحركية التي يعرفها الانتاج التشكيلي التونسي.

- لفت انتباهنا ايضا الفضاء الذي تم تخصيصه لإنتاجات المبدعين الشبان في الطابق السفلي الذي ضم 6 أعمال فقط! بينما تعد أعمال الفنانين التشكلييين الشبان بالمئات، وكان يمكن برأينا توسيع الفضاء لعرض عدد أكبر من الأعمال لا الاكتفاء بالأعمال التي ستعرض على لجنة التحكيم لنيل جائزة.. الانتاجات التشكيلية الشبابية تستحق عناية أكثر وفضاء يتناسب مع دينامكيتها.  

-جيل الثمانينات تم افراده بقاعة عرض محترمة في الطابق الثالث، والفضاء بمثابة التكريم لجيل قدم الكثير للفن التشكيلي التونسي ومن اللوحات المعروضة نذكر لوحات لمين ساسي وحمادي بن سعد وعلى الفندري وغيرهم. وكان من المفروض الاكتفاء باللوحات التي رُسمت في الثمانينات حتى يعكس الفضاء الحقبة الفنية التي أثروا فيها بابداعاتهم.

كلمة ختام نسوقها لتحية القائمين على الدورة الأولى لأيام قرطاج للفن المعاصر الذين بذلوا جهدهم وسعوا لانجاح الدورة في انتظار دورات قادمة يتم خلالها تعزيز المكاسب وتلافي النقائص. هذا وتم التمديد في أيام قرطاج للفن المعاصر في دورته الأولى ثلاث أيام إضافية وسيكون الإختتام يوم الإربعاء 26 سبتمبر 2018 بمدينة الثقافة.

شيراز بن مراد